responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 538

المطّردة في أُمّة محمد، فلا يعرف أحد ولد في دين الإسلام وعاش مائة وعشرين سنة، فضلاً عن هذا العمر، وقد ثبت في الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أنّه قال في آخر عمره: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإنّه على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممّن هو اليوم عليها أحد». فمن كان في ذلك الوقت له سنة ونحوها لم يعش أكثر من مئة سنة قطعاً.[1]

أقول: قد مضى الجواب عن هذا الإشكال (في فقرة: طول عمر الإمام المهدي)، وبيّنا هناك أنّ العمر بيد الله سبحانه يزيد فيه وينقص، وليس بعيداً عن قدرة الله تبارك وتعالى أن يعيش إنسان مئات السنين أو أزيد لحكمة إلهية تدعو إلى ذلك، ومصلحة يقدّرها سبحانه. وقد مضى أنّ شيخ الأنبياء نوحاً قد لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً.

فمن يُنكر أو يستبعد أن يعيش أحدٌ ألف سنة أو أزيد فهو ممن قدّر الله بغير قدره.

وهذا العمر المديد للمهدي المنتظر يبدو مقبولاً أكثر إذا أخذنا بنظر الاعتبار الأمر التالي، وهو:

أنّه إذا كانت الإمامة واجبة، والأدلّة واضحة على اختصاصها بالأئمّة (الخلفاء) الاثني عشر[2]، وأنّ المهدي (عجل الله فرجه الشريف) أحد هؤلاء


[1] منهاج السنة:4/91ـ92، وفي طبعة بولاق:2/132.
[2] إنّ حديث «اثني عشر خليفة كلّهم من قريش» رواه جملة من الحفّاظ والمحدّثين، ومنهم: أحمد بن حنبل في مسنده (1/398، وج 5/89 ، 106)، والبخاري في صحيحه (برقم 7222)، ومسلم (برقم 1821)، وأبو داود (برقم 4280)، والترمذي (برقم 2230) وغيرهم. ومن النصوص التي ورد فيها هذا الحديث: «يكون من بعدي اثنا عشر أميراً»، و«لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش».
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 538
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست