نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 389
يلاحظ على كلام الرجلين بأُمور:
1. أنّ ما ذكره ابن تيمية من القول الأوّل أنّ بعضهم يقول إنّ يزيد من الصحابة أو من الأنبياء، فهل يمكن أن يعرّف لنا مصدراً يتضمّن هذا الكلام، فإنّ الصحبة بأي معنى فسّرت فهي بمعنى رؤية النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ويزيد لم ير النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قطعاً، لأنّه ولد عام 25 أو 26 للهجرة، فكيف يكون صحابيّاً؟!
وأسْفَه من هذا عدّه من الأنبياء، فمن قال بذلك؟ وأين هو المصدر؟!
والذي أظنه أنّه بذكر هذه الأباطيل يمهّد الأذهان لتقبّل الرأي الوسط الذي يتبنّاه، ويوجد أرضية يظنّ أنّها صالحة لإقناع سامعيه.
2. كيف يقول إنّه ملك من ملوك المسلمين، وخليفة من الخلفاء الملوك، وقد استفاض بين الصحابة والتابعين في عصره، أنّه كان فاسقاً، متهتّكاً، منافقاً، وكان أبوه معاوية(الذي انتزى على الأُمّة بالسفهاء حتى ابتزّها أمرها، حسب تعبير الحسن البصري)[1] قد سلّطه على رقاب الناس، وأخذَ على الناس بيعته بالمكر والتمويه والإكراه (استجابة لإشارة شيطانية من المغيرة بن شعبة)، وامتنع الحسين(عليه السلام)، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير من مبايعته.[2]
وكان المغيرة قد أشار على معاوية ببيعة ابنه يزيد ففعل. فقيل له: ماوراءك؟ قال: وضعتُ رِجل معاوية في غَرْزِ غيٍّ لا يزال فيه إلى يوم القيامة!![3]