نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 378
ولمّا أحسّ الوالي الجديد بحدوث ردّة فعل عند الناس على إثر استشهاد الحسين(عليه السلام)، وحصول نفرة وتباعد عن حكومة يزيد، قرر إرسال وفد إلى دمشق للاطلاع على أوضاع يزيد، وكان من ضمن الوفد: عبد الله بن حنظلة (غسيل الملائكة)، وعبدالله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، والمنذر بن الزبير، وآخرون من أشراف المدينة، فلمّا رجعوا إلى المدينة قاموا فأظهروا شتم يزيد وعيبه وقالوا: قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر، ويضرب بالطنابير، ويعزف عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسمر عنده الخُرّاب وهم اللصوص وإنّا نشهدكم إنّا قد خلعناه.
وقام عبد الله بن حنظلة فقال: جئتكم من عند رجل، لو لم أجد إلاّ بنىّ هؤلاء لجاهدته بهم، وقد أعطاني وأكرمني وما قبلت منه عطاءه إلاّ لأتقوّى به، فخلعه الناس، وبايعوا عبد الله بن حنظلة الغسيل على خلع يزيد وولّوه عليهم.[1]
هذه هي الانطلاقة الأُولى لثورة أهل المدينة، التي شارك فيها الكثير من الصحابة والتابعين.
فإذا كان أهل مدينة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يشاركون في الثورة على الحاكم الجائر، وكان منهم ـ حسب اعتراف ابن تيمية ـ خلْق من أهل العلم والدين[2]، فهل يمكن أن يقال: إنّهم، جميعاً، كانوا جاهلين بالحكم الشرعي؟ وإنّهم كانوا مكلَّفين بالصبر على ظلم الحاكم
[1] الكامل لابن الأثير: 4/103. [2] منهاج السنة: 4/528، وفي طبعة بولاق : 2/241.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 378