responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 376

واستظلّ بها الملوك والأُمراء بين العرب والفرس والروم.[1]

وهكذا يتبيّن أنّ ما ذكره ابن تيمية من أنّه لم يكن في ثورة الإمام الحسين لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا، نابع عن جهله بالغايات التي نهض الإمام لأجلها، وكأنّه يتصوّر أن نجاح الثورة هو انتصارها في يومها أو في الأيام القليلة التي تعقبها.

ولكن المنطق يفرض أنّ الثورة وتقييمها يتم من خلال دراسة النتائج التي تترتّب عليها وعلى الثورات التي تلتها.

ومن أهمّ الغايات التي قام الإمام الحسين(عليه السلام) لأجلها هاتان الغايتان، وقد حصلتا بعد استشهاده:

1. أنّ الإمام بتضحيته بنفسه ونفيسه، أعلم الأُمّة بفظاظة الأُمويين وقسوة سياستهم، وابتعادهم عن الناموس البشري فضلاً عن الناموس الديني وتوغلهم في الغلظة الجاهلية، وعادات الكفر الدفين.

وقـد ثـار فـي وجـه الحكم السائد ليعلم الملأ بأنّ هؤلاء الحكام لا يبالون ـ من أجل حفظ حكمهم ـ بانتهاك المحارم وارتكاب المعاصي والجرائم، وهم لا يوقرون كبيراً ولا يرحمون صغيراً ولا يعطفون على رضيع ولا امرأة.

2. لم يكن الحسين(عليه السلام) يطلب ملكاً عضوضاً ولا سلطة بشرية
وإنّما يطلب إيقاظ الأُمّة وتعريفها بواجبها الحتمي، وما هو إلاّ إقامة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكأنّ الأُمّة نسيت ذينك


[1] نظرية الإمامة لدى الشيعة الاثنى عشرية:333ـ 340.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست