responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 359

الحسين) كان، فكيف بسائر الشجر الذي لم يصبه الدم.[1]

أقول: يُنظر، أوّلاً، في صحّة نسبة هذا الفعل إلى بعض الشيعة، فإنّنا لم نجد في الشيعة من يقوم بهذا الفعل، ولم ينقل إلينا أحدٌ ذلك.

ثانياً: أنّ ابن تيمية ـ وكما هو واضح من كتاباته ـ مولع بذكر أشياء على خصومه، لا وجود لها إلاّ في مخيّلة ناسجها، وهذا الولع بالنسب المفتعلة على الخصوم، هو نتيجة طبيعية للعجز عن الإقناع بالدليل والبرهان، ومقارعة الحجّة بالحجّة.

ثالثاً: لا شكّ أنّ شجرة الطرفاء بما هي شجرة لا يكره وقودها، وإنّما يستكره بعض الناس وقودها(إذا صحّ ذلك) احتراماً لدم الحسين(عليه السلام)الذي وقع على شجرة من الطرفاء، وهذا نوع تكريم لذرية النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وسبطه، وليس الامتناع عن إشعال مثل هذا الشجر لكراهة شرعية وردت فيه، وإنّما هو تعبير شخصي عن نوع تكريم للحسين(عليه السلام)وللنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان يحترم دم الحسين، كما هو واضح من الروايات التي ذكرناها آنفاً.

ثمّ ما هي علاقة تصرّفات بعض الناس المنتمين إلى دين معيّن، أو مذهب معيّن، بقواعد وأُسس ومباني ذلك الدين أو المذهب، يا سماحة شيخ الإسلام!

وما عليك، عزيزي القارئ، إلاّ أن تقارن بين موقف ابن تيمية من دم الحسين، وبين موقف النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) منه، بين موقف ابن تيمية الدالّ على قسوة قلبه، حيث لا يبالي بأن تُحرق الشجرة (على فرض وجودها) التي سال عليها


[1] منهاج السنّة: 1/55ـ 56، وفي طبعة بولاق : 1 / 12.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست