نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 341
طلب من ربّه أن يجعل الإمامة في ذريته، كما يحكي سبحانه عنه: ((قالَ إنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيتي قالَ لا ينالُ عَهدي الظّالمينَ)).[1] فإنّ الله سبحانه ما ردّ طلبه إلاّ في الظالمين من ذريته، دون العدول عنهم، وعندئذ يُطرح هذا السؤال: هل يصحّ لأحد أن يقول إنّ إبراهيم(عليه السلام) حينما طلب من الله سبحانه جعل الإمامة في ذريته، أنّه انطلق من عادة جاهلية، بابلية مثلاً، أو مصرية؟
كما نرى أنّه سبحانه يحكي عن جعل النبوة في ذرية بعض الأنبياء ويقول:((وَوَهَبْنا لَهُ إسحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا في ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ)).[2]
ويقول في آية أُخرى: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإبْراهيمَ وَجَعَلْنا في ذُرِّيَّتِهِما النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ)).[3]
وقال سبحانه: ((وَمِنْ ذُرَّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ)).[4]
فالجميع يشهد بأنّ النبوة والإمامة كانت تنتقل من نبي إلى ذريته الصالحة، فهل بعد هذا يصحّ لمسلم أن يقول: إنّ الله جعل ذلك تبعاً لسنّة جاهلية؟!
وممّا يجب إلفات نظر ابن تيمية إليه: أنّ جعل النبوة والخلافة في ذرية