responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 30

وأن تعلم أنّ القديم سبحانه ليس بجسم ولا جوهر، لأنّ الجسم يكون فيه التأليف، والجوهر يجوز فيه التأليف والاتّصال، وكلّ ما كان له الاتّصال أو جاز عليه الاتّصال يكون له حدّ ونهاية. وقد دللنا على استحالة الحدّ والنهاية على الباري سبحانه وتعالى، وقد ذكرالله تعالى في صفة الجسم الزيادة فقال: ((وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ))[1] فبيّن أنّ ما كان جسماً جازت عليه الزيادة والنقصان ولا تجوز الزيادة والنقصان على الباري سبحانه.[2]

5. عمر النسفي (المتوفّى 534هـ) في «العقيدة النسفية»، قال: والمُحدِث للعالم هو الله تعالى الواحد القديم القادر الحيّ العليم السميع البصير الشائي المريد، ليس بعَرَض ولا جسم ولا جوهر ولا مصوّر ولا ممدود ولا معدود ولا متبعّض ولا متجزّ ولا متركّب ولا متناه، ولا يوصف بالمائية ولا بالكيفية، ولا يتمكّن في مكان، ولا يجري عليه زمان، ولا يشبهه شيء، ولا يخرج من علمه وقدرته شيء.[3]

هذه إلمامة عابرة بعقيدة أهل السنّة في التنزيه، وكتبهم الكلامية والعقديّة مليئة بمثل هذه الكلمات ولا حاجة إلى نقل المزيد منها، إنّما الكلام في عقيدة ابن تيمية في مجال التنزيه، فالرجل يخفي عقيدته في التجسيم والتشبيه، تارة، فيقول: لا نقول: إنّه سبحانه جسم، ولا نقول: إنّه ليس بجسم.

ولكنّه يظهرها، تارة أُخرى، ويصرّح بأنّه سبحانه جسم بالمعنى الذي اختاره للجسم.


[1] البقرة:247.
[2] التبصير في الدين: 159، ط ، تحقيق كمال يوسف الحوت ، ط . عالم الكتب.
[3] العقيدة النسفية:4، طبعة استنبول.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست