responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 185

الرجوع من الحديبية وفتح خيبر، حيث بسط سلطة الدين في أقطار الجزيرة حتى تتطهر الأرض من أرجاس الشرك وأدران الوثنية، فإنّ فتح مكة والطائف صار سبباً لقطع الشرك عن مواطن التوحيد، وذلّ اليهود وخضوع نصارى الجزيرة للإسلام، وهذا لا ينال إلاّ بتثبيت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)على الصراط المستقيم الذي له ثمرات مثل ما ذكرنا.

بقيت هنا ذريعة أُخرى لمن يتّهم النبي بعدم العصمة، وهي قوله سبحانه: ((أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى* وَوَجَدَكَ ضالاًّ فَهَدى* وَوَجَدَكَ عائلاً فَأَغْنى)).[1]

فربما يتوهّم المتوهّم أنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كان ضالاًّ بنحو من الضلال، فهداه الله سبحانه إلى طريق التوحيد، ولكنّ هذا التفسير تفسير بالرأي، فدراسة مجموع آيات السورة يدلّ على أنّ محور الآيات هو بيان حالات النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)منذ أن ولد: كان يتيماً، فآواه; وفقيراً، فأغناه; وضالاًّ (بالضلالة الطبيعية التي تعمّ كلّ إنسان لولا هداية الله تبارك وتعالى)، فهداه، فلا مانع، إذاً من أن يكون ضالاًّ بالطبيعة حتى شملته الهداية منذ فتح عينه على الدنيا.

والضلالة الطبيعية ذاتية وهي لازمة لكلّ موجود ممكن، فتزال بتوفيق من الله سبحانه.

وإن شئت التفصيل فنقول: إنّ الضلالة التي تقابل الهداية والرشاد، تُتصوّر على قسمين:

قسم تكون الضلالة فيه وصفاً وجودياً وحالة واقعية كامنة في النفس


[1] الضحى:6ـ8.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست