responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 177

لقد عزب عن المسكين أنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كان لا يعلمهم ما لم يتكلّموا، ولكن يميّزهم بطريق آخر صرّح به كتاب الله العزيز، قال تعالى: ((وَلَوْ نَشاءُ لأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ الْقَوْلِ)).[1] على أنّه قد وهم في فهم الحديث إذ المقصود من كونه الفاروق بين أهل الحق والباطل، أنّه يُميَّز بولائه أهل الحق عن غيرهم، فمن تولّى علياً(عليه السلام)وأطاعه واتّبع منهاجه، فهو من أهل الحق، ومن تولّى عنه وخالفه وعصاه، فهو من أهل الباطل.

وأيّة غرابة في أن يكون عليّ(عليه السلام)، هو الفاروق الذي يفصل بين أهل الحق والباطل، وقد صحّ عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال فيه: «إنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ منافق»[2]، وصحّ عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً أنّه قال:«مَن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصى عليّاً فقد عصاني».[3]

ثمّ إنّ ابن تيمية ادّعى أنّ حديث «هذا فاروق أُمتي» حديث موضوع مكذوب على النبيّ، ولم يرو في شيء من كتب العلم المعتمدة، وليس له إسناد معروف.[4]


[1] محمد:30.
[2] مسند أحمد:1/95، 138، وروى مسلم عن عليّ(عليه السلام) أنّه قال: والذي فلق الحبة وبرأ النَّسَمة إنّه لعهد النبيّ الأُمّيّ إليّ أن لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق. صحيح مسلم، كتاب الإيمان، برقم 144. وانظر: سنن ابن ماجة، كتاب السنة، برقم 114; وسنن الترمذي، كتاب المناقب، برقم 3757.
[3] المستدرك على الصحيحين:3/121. صحّحه الحاكم، ووافقه الذهبيّ.
[4] انظر: منهاج السنّة: 4/286، وفي طبعة بولاق : 2/179.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست