نام کتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 78
وأنت إذا لاحظت ما سبق من الصحاح والحسان وما نذكره الآن تذعن
لتواترها الاِجمالي:
1 ـ توسّل الاَعرابي بالنبي نفسه
روى جمع من المحدّثين أنّ أعرابياً دخل على _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وقال: لقد أتيناك
وما لنا بعير يئط، ولا صغير يغط، ثم أنشأ يقول:
أتيناك والعذراء تَدمي لبانها * وقد شغلت أُمّ الصبي عن الطفل
ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا * سوىالحنظلالعاميوالعلهزالفسل
وليس لنا إلاّ إليك فرارنا * وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل ؟
فقام _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يجر رداءه حتى صعد المنبر، فرفع يديه وقال: اللّهمّ اسقنا
غيثاً مغيثاً... فما ردّ النبي يديه حتى ألفت السماء... ثم قال: لله درّ أبي طالب، لو
كان حياً لقرّت عيناه. من ينشدنا قوله ؟
فقام علي بن أبي طالب ـ عليهما السلام ـ وقال: كأنّك تريد يا رسول الله قوله:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للاَرامل
يطوف به الهلاّك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل
فقال _ صلى الله عليه وآله وسلم _: أجل.
فأنشد علي _ عليه السلام _ أبياتاً من القصيدة، والرسول يستغفر لاَبي طالب على المنبر،
ثم قام رجل من كنانة وأنشد يقول:
لك الحمد والحمد ممّن شكر * سُقينا بوجه النبي المطر[ 1 ]
[1] السيرة الحلبية 1: 116. لاحظ فتح الباري 2: 494، والقصيدة مذكورة في السيرة النبوية لابن هشام 1:
272 ـ 280.
نام کتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 78