responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 94

1ـ قال سبحانه: («وإذا قُرِىَ القُرآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وأنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ») (الاَعراف ـ 204) والآية تبعث إلى استماع القرآن عند قراءته والاِنصات له، والمصداق الموجود لها في ظرف الرسالة هو استماع القرآن مباشرة من فم القارىَ الذي يقرأ القرآن في المسجد، أو في البيت، ولكن الحضارة الصناعية أحدثت مصداقاً آخراً لم يكن به عهد في ظرف الرسالة كقرءاة القرآن من خلال المذياع والاِذاعة المرئية، فالآية حجة في كلا الموردين وليس لنا ترك الاستماع والاِنصات في القسم الثاني بحجّة أنّه لم يكن في ظرف الرسالة، وذلك لاَنَّ العربي الصميم عندما يتدبّر في مفهوم الآية لا يرى فرقاً بين القراءتين، فلو قلنا حينئذ بوجوب الاستماع أو ندبه فليس هذا قولاً بغير دليل أو بدعة في الدين.

2ـ قال النبيّ الاَكرم: «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم» [ 2 ]ومن الواضح أنّ العلوم حتى ما يمت إلى الشرع، كانت في ظرف صدور الحديث محدودة، ولكن المحدودية لا تمنع عن شمول الحديث للعلوم التي ابتكرها المسلمون لفهم الكتاب والسنّة كعلم اللغة والصرف والنحو والبلاغة، بل والفقه المدوَّن عبر العصور وذلك لاَنّ الحديث بصدد ضرب قاعدة كلية، فليس لمسلم وصف هذه العلوم بالبدعة بحجة أنّها لم تكن في عصر الرسالة. لاَنّ شأن الشارع الصادع إلقاء الاَُصول وبيان القواعد والضوابط لا بيان المصاديق وبالاَخص ما لم يكن في عصره.

3ـ لا شك أنّ من واجب المسلمين حفظ القرآن والسنّة النبوية من الضياع، لاَنّ الاِسلام ليس ديناً إقليميّاً بل ديناً عالمياً وليس ديناً موَقتاً بل خاتماً، فطبيعة ذلك الدين تقتضي لزوم حفظ نصوصه وسنّته حتى ترجع إليها الاَجيال اللاحقة.

لحق النبيّ إلى الرفيق الاَعلى ورأى المسلمون أنّ من واجبهم حفظُ القرآن من



[1]الهيتمي: مجمع الزوائد: 1|19.

نام کتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست