responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 6

ولكن المبتدع يستهدف حبل اللّه المتين ليوهنه ويخرجه من متانته بما يزيد عليه أو ينقص منه، وبالتالي يجعل من الاَُمّة الواحدة أُمماً شتّى، يبغض بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً، فيحولون إلى شيعٍ وطوائف متفرّقين، فرائس للشيطان وأذنابه، وعلى شفا حفرة من النار، على خلاف ما كانوا عليه في عصر الرسالة.

إنّ المسلمين بعدَ رحيل الرسول تفرّقوا إلى أُمم ومذاهبَ مختلفة ولم يكن ذلك إلاّ إثر تلاعب المبتدعين في الدين والشريعة بإدخال ما ليس من الدين في الدين وكان عملهم تحويراً لصميم العقيدة الاِسلامية وشريعتها. فلولا البدعة والمبتدعون وانتحال المبطلين، لكانت الاَُمّة الاِسلامية أُمّة واحدة، لها سيادتها على جميع الاَُمم والشعوب في المعمورة. وما أثنى ظهورهم إلاّ دبيبُ المبتدع بينهم، فشتَّتهم وفرَّقهم بعد ما كانوا صامدين كالجبل الاَشم.

إنّ الحروب الدموية التي خاضها المسلمون في عصر الخلافة وبعدها وخضّبت الاَرض بالدماء الطاهرة وسلّ المسلمون سيوفَهم في وجه بعضهم، مكان سلّها في وجه الاَعدا فسقط منهم آلاف القتلى والجرحى على الاَرض كانت نتيجة البِدْع في الدين النابعة عن الاَهواء والميول النفسانية فكانوا يحاربون باسم الدين. ولم يكن الدين إلاّ في جانب واحد، لا في جوانب متكثرة.

إنّ صراط النجاة في الاِسلام هو صراط واحد مستقيم دعا إليه الموَمنين عامّة وقال: («وأَنَّ هذا صِراطي مستقياً فاتَّبِعوهُ ولا تَتَّبعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سِبِيلِهِ ذلِكُمْ وصّاكُمْ بِهِ لَعلَّكُمْ تَتَّقُونَ») (الاَنعام ـ 153) ويأمر المسلمين أن يدعوا اللّه سبحانه، أن يديمهم على هذا الصراط كي لا ينحرفوا يميناً وشمالاً كما يقول سبحانه تعليماً لعباده: («إهْدِنا الصِّـراطَ المُسْتَقِيم») ولكن المبتدع يسوق بالناس إلى سبل منحرفة لا تنتهي إلى السعادة التي أراد اللّه سبحانه لعباده.

نام کتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست