........

تختلف في حجمها بلحاظ الوزن المزبور، و هذا ليس مخصوص بمادة الماء، بل في السوائل و المائعات الاخرى كذلك، فلربما سائل معين كالحليب يختلف حجم المكيل فيه بلحاظ وحدة وزنية معينة كالكيلو مثلا لاختلاف انواعه من حيث الدسومة و الكثافة.

الرابع: أن وحدات المقادير في الكم المتصل و المنفصل إمّا تكون وحدة مساحية كالشبر و الذراع و المتر و القدم و البوصة، و إما تكون وحدة وزنية كالرطل و الصاع و المد و الكيلوجرام، و أما أن تكون وحدة زمانية كالساعة و الدقيقة و السنة، و على أية حال الوحدة في المقدار مطلقا لا تكون وحدة لمقدارين من باب المشترك المعنوي، فكذلك الحال في الكر، و قد عرفت أنه مكيال أي عيار في أصله للاثقال لا للأحجام.

الخامس: أن اسماعيل بن جابر الجعفي و أبي بصير و الحسن بن صالح الثوري ممن بيّن له الصادق عليه السلام مساحة الكر، هم من أهل العراق الذين لا يخفى عليهم (الكر).

فالاقتصار على بيان المساحة دون الوزن مما يدلل على خفاء المساحة دون الوزن، و لا غرو بعد كونهم مأنوسين بأن الكر مكيال يرجع أصله لوحدة وزنية معهودة لديهم، و لكن يخفى عليهم مقدار حجمها من مادة الماء، و إلا لو كان الكر وحدة مساحية في الاصل لما كان لبيانه (ع) محل و وجه حيث أن الكر من استعمالاتهم اليومية.

و بخلاف ذلك بيانه (ع) لمحمد بن مسلم الثقفي الطائفي في حقيقة الكر بالوزن حيث ان الكر مكيال أهل العراق فكان المناسب بيان حقيقته له حينئذ.