responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 308

أن يوافي الإنسان خاتمة أجره بحُسن العاقبة .. وإلّا فمع سوء العاقبة- والعياذ باللَّه- ترجع عليه السيئات وتُحبط الحسنات ولا تُكتب له ..

فليس في منطق هذه الروايات إغراء بالمعاصي، وليست هي كعقيدة النصارى بأنّ المسيح قد قُتل ليغفر للنصارى جميعاً .. حتّى وإن عملوا المعاصي والكبائر وأنواع الظلم والعدوان .. ولا كعقيدة اليهود الذين قالوا أنّ عُزيراً أو غيره له هذه القابليّة على محو المعاصي والكبائر عن قومه ..

وإلّا لأشكل علينا أنّ قرآننا توجد فيه اسرائيليّات .. فمنطق الآية: «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ ...» يختلف عن ذاك المنطق الذي يُنادي به النصارى .. أولئك يقولون: نعمل ما نشاء والعاقبة ستُختم لنا بالحُسنى .. فأين هذا عن المعنى الذي نحن بصدده؟

مضمون أن يُغفَر له ولو كان كزبد البحر، مخالفٌ غير ذلك المعنى أصلًا .. بل فيه نوع من إدانة المذنبين، إضافةً إلى فتح باب الأمل وعدم القنوط وعدم اليأس، بل الأمل بروح اللَّه أن ينجذب الإنسان إلى الصراط المستقيم وجانب الطاعات ولا يقع في طريق المعاصي ويتخبّط في الذنوب ..

الوجه الثاني:

سلّمنا بكَون هذه الروايات المشتملة على البكاء تامّة سنداً ومتناً ومضموناً .. لكن مضمونها غير أبديّ، وليس بدائم .. مضمونها هو الحثّ على البكاء في فترة الأئمة عليهم السلام، وهي فترة وحقبة التقيّة .. حيث كان الأسلوب الوحيد لإبراز المعارضة والاستنكار للظلم وإبراز التضامن مع أهل البيت عليهم السلام هو البكاء، أمّا في يومنا هذا، فالشيعة- وللَّه الحمد- يعيشون في جوّ من الحريّة النسبيّة ..

فليست هذه الوسيلة صحيحة ..

كان الهدف من تشريع هذه الوسيلة والحثّ عليها حصول غرض معيّن، وهو إبراز التضامن مع أهل البيت عليهم السلام أو التولّي لأهل البيت، وإظهار الإستنكار

نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست