ونذكر الآن مفردة أخرى .. وفعلًا عمليّاً آخر يُثار .. وهو وصف شخص بأنّه عاطفيّ، وانتقاده لأنّه يتأثّر بالخبر مباشرة سلباً أو إيجاباً .. وأنّ الشخص السويّ والسليم هو الذي إذا رأى صورة صادقة لا يتأثّر بها ولا يتحمّس لها .. وإذا رأى صورة باطلة لا يتنفّر منها ولا يرفضها، وبعبارة أخرى: غلق باب العقل العمليّ ..
وقد عرفتَ أنّ العقل العمليّ من فطرة اللَّه سبحانه، وأنّ الغاية منه قيادة حركة نورانيّة في النفس، بحيث ينفّرها عن المنكر والنقص والمساوي، ويجذبها نحو الخير والكمال والفضائل .. فهو حبل ربّاني نورانيّ وهداية ورحمة إلهيّة ..
هذه الفطرة التي أنعم بها الباري عزّ وجلّ على الإنسان، لماذا نطمسها ..
ولماذا نقول بأنّ العاطفة في الإنسان تعتبر حالة شاذّة! العاطفة ليست بجميع صورها خاطئة .. العاطفة ترجمان عمليّ صادق حقيقيّ طبيعيّ للإنسان إذا كان ناتجاً عن معلومة صادقة .. أو تأثّر بالنفرة والإنكار من معلومة كاذبة .. كيف تلغى العاطفة من وجود الإنسان .. كيف تُهمل من وجود المجتمع .. اللهمّ إلّاأن نَصْبُوا الى مجتمع مفكّك عن العاطفة والأخلاق، كالمجتمع الغربيّ الذي يسبح في بحر الرذائل ويتخبّط في أدنى مستوى من الانحطاط ..
التناسب الطردي بين المعلومة والعاطفة
نعم الجدير بالذكر أنّ كلّ معلومة لها حجم مقدّر من العاطفة، (في علم السيكولوجيا)، إذا زاد التفاعل معها عن حجمها كان إفراطاً، وإذا نقص عن
نام کتاب : الشعائر الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 288