أوّلهما: وهو النتيجة الأوّليّة لنهضته المباركة التي عبّر عنها بالشهادة.
وثانيهما: وهي النتيجة الواقعيّة التي تنتظر الأجيال القادمة والتي أشار إليها بالفتح.
إذاً ما هو الفتح الذي كان ينتظره الإمام الحسين عليه السلام من نهضته المباركة، والذي استدعى التضحية بنفسه وعياله وأنصاره؟ ففي الحقيقة أنّ الحسين عليه السلام كان ينظر إلى أنّ هناك منهجاً انحرافيّاً اريد أن يتأصّل في المجتمع من قِبل بني اميّة، ليكون بديلًا عن منهج الأنبياء والأوصياء؛ لأنّ السلطة الحاكمة أرادت أن يكون دين الناس هو ما يراه الحاكم ويقرّره، ولذا يقال: «إنّ الناس على دين ملوكهم» [2] ليصبح هو العرف السائد في المجتمع- فنجد أنّ الشامي يصاب بالذهول عندما يسمع أنّ عليّاً كان يصلّي أو أنّ هنالك مَن هو أقرب إلى النبيّ صلى الله عليه و آله من بني اميّة- فكلّ ذلك انتهى مع أوّل قطرة دم سقت أرض كربلاء، لتعلن الثورة الحقيقيّة بوجه هذا المنهج ومن أسّسه، لتبقى مقوّمات المنهج الحضاري هو العرف المتأصّل في المجتمع، والذي تتفاعل معه الأجيال، لتدوّي كلمات الإمام عليه السلام آفاق الدنيا، وتحرّر الإنسان من عبوديّة الطاغوت بسبل الإصلاح الحسيني
[1] مختصر بصائر الدرجات: 6، كتاب الحسين عليه السلام لبني هاشم. مناقب آل أبي طالب: 3/ 230، باب إمامة أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام. بحار الأنوار: 45/ 87، الحديث 23.
[2] كشف الخفاء/ العجلوني: 2/ 311، الحديث 2790 حرف النون. تذكرة الموضوعات/ الفتني: 183، باب الإمام العادل والظالم.