responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 95

وفاة الخليفة الثاني- باستلام السلطة بشرط اتّباع كتاب اللَّه وسنّة النبيّ وسيرة الشيخين، فكان الفارق بينه عليه السلام وبين القيادة كلمة واحدة، إلّاأنّه رفض العرض بقوله:

«أرجو أن أفعل و أعمل بمبلغ علمي و طاقتي»

[1]، وهذا أكبر دليل على عدم صحّة ما ادّعيتموه فيهم عليهم السلام.

الجواب: أنّ هذا الطرح في حقيقته مبنيّ على وفق معطيات المصالح السياسيّة والعقليّة السياسيّة ذات الحرص والطمع في القدرة، وهذا من أكبر الأخطاء وأفدحها؛ لأنّ سيرة هؤلاء الأولياء لا يمكن تحليلها وفق القواعد المحاسبيّة الوقتيّة السياسيّة والحكومة السياسيّة، بل انّ تحليلها إنّما يتمّ على طبق القواعد الحضاريّة والحكومة الحضاريّة والتمدّن، وهنالك فرق كبير بين الحكومتين.

فالحكومة السياسيّة افقها ونظراتها مقيّدة بعمر الحاكم أو ذويه، فكلّ ما يخطّطه الحاكم ويضعه في منهجه- من استلام السلطة وتسليمها إلى ذويه، وإدارة الامور الماليّة، وغير ذلك- فهو خاضع للعامل الزمني، فمهما طال أو قصر فهو لا يتعدّى عمر جيل أو جيلين أو أكثر بقليل.

أمّا الحكومة الحضاريّة فهي تختلف بجميع أبعادها عن الحكومة السابقة- بل إنّ قياسها معها قياس مع الفارق- فهي لا تكتفي باطر العامل الزمني المقيّد، بل تمتدّ نظرتها إلى عمر البشريّة، لأنّها تحاول تجذير المنهج الإصلاحي الذي يواكب مسيرة البشريّة جمعاء، وأن تجعله عرفاً سائداً في المجتمع، بحيث يكون له القدرة المؤثّرة في صياغة القانون- المعبّر عنه بالمصطلح القانوني بالعرف أو الأعراف- لأنّ المسير العرفي لأيمجتمع مهما كان هو الذي يحدّد صياغة القانون، ويؤثّر في موادّه وفقراته، ولا شكّ أنّ أعراف المجتمع مستمدّة من حضارته، ولهذا فهي التي تحكم


[1] تاريخ الطبري: 3/ 606. بحار الأنوار: 31/ 402، الباب 26 الشورى واحتجاج أميرالمؤمنين. شرح نهج البلاغة/ ابن أبي الحديد: 12/ 367.

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست