مدرسة السكولارزم نقد وتحليل

قلنا في الحديث السابق: إنّنا لا نرفض مدرسة البلوراليسم بشكل مطلق، وأشرنا إلى الجوانب الإيجابيّة فيها، وذكرنا أنّنا نستنتج من آراء هذه المدرسة استنتاجات تصبّ في ضرورة النبوّة والرسالة ووصاية السماء، وليست معطياتها واسسها ضدّ هذه المفاهيم كما يتراءى للمطّلع عليها من أوّل وهلة وإن أراد الحداثيّون توظيفها ضدّ الثابت الديني، وسنشير إلى تطبيقات هذه المدرسة في المجال السياسي فيما بعد إن شاء اللَّه.

وسوف ندخل في مناقشة مدرسة السكولارزم، وهي أقدم المدارس الثلاث، ولا زالت تتطوّر وتتبلور بصياغات فكريّة جديدة وإضافات علميّة متعدّدة.

ملخص إثارات هذه المدرسة- وإن كنّا لسنا في مقام استقصاء هذه الإثارات- يرتكز على الجانب المتغيّر في النظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو العسكري أو السياسي أو المالي أو الإداري في حياة البشر، هذا بالإضافة إلى نظام الاسرة والفرد وطبيعة المعيشة وتطوّرها؛ من السكن في الكهف، ثمّ الصحراء، ثمّ الغابات، ثمّ الأودية، ثمّ القرية، ثمّ المدينة.

فلو قارنا معيشتنا في هذا الزمان مع مَن عاشوا قبل خمسين سنة، فضلًا عّمن