responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 336

سوف تحصل صبيحة الغد؟ وكذلك إصرارهم على نصرة سيّد الشهداء مع أنّ الحسين عليه السلام قد برأ ذمّتهم، وجوّز لهم الانصراف، وحينها سيكون وحده يواجه هذا الجيش الجرّار، وكلّ ذلك لم يمنعهم من بذل الغالي والنفيس في هذه المعركة، وبالرغم من حصول الإذن من الإمام عليه السلام لأصحابه بتركه لأنّه كان المكلّف والمأمور بقتال هؤلاء العتاة، كما أمر اللَّهُ النبيّ أن يجاهد الكفّار حتّى لو وصل به الأمر أن يبقى لوحده في الميدان، قال تعالى: (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) [1].

فالحسين عليه السلام كان مستعدّاً للقتال حتّى لو بقي وحيداً، وهذا يدلّل على أنّ موقف الحسين في قتال بني اميّة كان يضاهي ويماثل موقف النبيّ في قتال الكفّار، وهذا الموقف لم يكن مأموراً به الإمام عليّ عليه السلام؛ لأنّ وظيفة الإمام عليّ عليه السلام، وكذلك الإمام الحسن عليه السلام هو أن يستنصر المسلمين في قتال أعدائه، فإن نصروه جاهدهم، وإن لم يفعلوا فلا يبقى وحيداً في الميدان، ويسقط بذلك عنه التكليف، أمّا الإمام الحسين فوظيفته الشرعيّة كانت تلزمه ذلك، ولو استلزم الأمر أن يكون لوحده كما أمر اللَّه نبيّه صلى الله عليه و آله في الآية الآنفة الذكر.

عمالقة كربلاء بين الموقف والاختبار

هكذا ثبت الإمام الحسين وثبت معه أهل بيته وأصحابه، ولا عجب في ذلك وكان الحسين قد ورث الشجاعة من جدّه صلى الله عليه و آله الذي يصفه الإمام عليّ عليه السلام بما معناه:

«كنّا إذا حمي الوطيس نلوذ برسول الله»

[2] فقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

«أمّا الحسن فإن له هيبتي


[1] سورة النساء: الآية 84.

[2] ورد: «كنّا إذا اشتدّ البأس، وحمى الوطيس اتّقينا برسول اللَّه»- راجع شرح نهج البلاغة: 13/ 192، في إسلام أبي بكر وعليّ عليه السلام. البداية والنهاية/ ابن كثير: 6/ 42، باب ذكر أخلاقه وشمائله الطاهرة، ولكنّها خالية من «وحمى الوطيس».

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست