responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 248

تعالى: (وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ)، فقد فُسّر العرف بعدّة تفاسير، فذهب البعض إلى أنّ:

العرف هو ما تعارف عليه الناس، وهذا قول مردود؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله يعمل طبقاً لخطّة الوحي الإلهي، وأنّ عرف الناس قد يحمل الكثير من رواسب الجاهليّة، وهذا يتناقض مع دور النبيّ الذي عبّر عنه القرآن الكريم: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) [1]، وذهب البعض الآخر إلى أنّ: (وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ) أي ما تعرفه الفطرة البشريّة، أي ما يعرفه العقل من الحسن والقبح، وهذا المعنى صحيح في نفسه؛ لأنّ الدين الإسلامي دين الفطرة، (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [2]، والروايات تشير إلى أنّ النبيّ هو الرسول الظاهر، والعقل هو الرسول الباطن، وهذا المعنى وإن كان صحيحاً في نفسه إلّاأنّ ظاهر اللفظ لا يساعد عليه، وذلك ينبغي تهيئة الجوّ الاجتماعي لتقبّل القانون، وأن لا يتمّ إقحام القانون في أجواء لا تتفاعل معه، وأنّ أي قانون جديد إذا أردنا أن نطبّقه في مجتمع ما، لا بدّ أن يسبقه وعيٌ قانوني وثقافة قانونية ناضجة؛ لأنّه لا يكفي أن يكون القانون متكاملًا، بل يجب مراعاة استيعاب الناس لهذا القانون، ولهذا السبب كان نزول القرآن بشكل مفصّل وتدريجي حتّى تتهيّأ النفوس للتفاعل معه؛ ولأنّ الناس لا تستوعب التربية القرآنيّة على شكل دفعة واحدة بدون تهيئة.

الرفق في مرحلة نصّ القانون وتطبيقه

ونريد أن ننوّه إلى أنّ اللين والرفق تارةً يكون في النصّ القانوني والمادة القانونيّة،


[1] سورة الأعراف: الآية 157.

[2] سورة الروم: الآية 30.

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست