responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 155

المبنيّة على الخوف من اللَّه أو التقليل من شأن الاشتياق إلى الجنة، وإنّما كانوا بصدد بيان درجات الطاعة، وأنّ جميع هذه الأنواع من العبادات هي عبادات منجية، وأنّه لا بدّ للنفس البشريّة أن تحفّز على جاذبية الجنّة ونورانيّتها ولطافتها الأثيريّة المتلألئة وبهجتها وبهائها وسنائها ونعيمها، كما لا بدّ من الخوف من النار وعقاربها وزفيرها وشهيقها أن يكون له نصيبه.

إذن فجهة الحبّ، وجهة الخوف، وجهة الطمع كلّ هذه الجهات مطلوبة للإنسان في هذا الأمر، وإن كان بينها تفاوت؛ لأنّ الإنسان له ثلاثة أبعاد، فالفكر يسبح في عالم المعاني، ولا يناسبه جمال البدن كما لا يناسبه لسع النار، فلا بدّ أن يكون الداعي للفكر في عبادته هو الحبّ الإلهي وجماله، وأمّا البعد السبعي الغضبي في الإنسان، فهذا لا يناسبه إلّاالتخويف من النار لكي نستطيع ترويض هذا الجانب، وأمّا غريزة حبّ التملّك وجانب الشهوة الموجود عند الإنسان، فلا يناسبها إلّاالتشويق بالجنة.

وعلى هذا فإنّ تعبير أهل البيت عن الذين يعبدون اللَّه خوفاً بأنّها عبادة العبيد إنّما يريدون بها أن لا يقتصر الإنسان في عبادته للَّهعلى دافع الخوف ويترك جانب الطمع والحبّ؛ لأنّ هذه أدنى مراتب العبادة، إذن فأهل البيت ليسوا في مقام ذمّ العبادة خوفاً من النار، وإنّما كانوا بصدد بيان أنّ هناك مرتبة تفوق هذه المراتب، ولذلك نرى الكثير من النصوص الشرعيّة ومن آيات القرآن الكريم وفي أدعية أهل البيت عليهم السلام تحتوي على كلمات مؤثّرة في التخويف من النار.

فأهل البيت عليهم السلام في بيانهم لمراتب الطاعة إنّما أرادوا فتح الافق أمام الإنسان لكي يطّلع على أنواع العبادة الراقية ويطبّقها جميعاً في حياته، وما قلناه في عبادة العبيد خوفاً من النار ينطبق أيضاً على عبادة التّجار والطمع في الجنة، ولكن الأعلى مرتبة هو الذي لا تكون عبادته شوقاً إلى الجنة ولا خوفاً من النار وإنّما للوله والحبّ الإلهي الذي يمثّل عبادة الأحرار، فتتكامل عبادته في جوانبها الثلاثة.

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست