الجانب الإعلامي؛ لما يتمتّع هذا الجانب بالأهمّية القصوى، حيث من خلاله يمكن السيطرة على الجوانب والمجالات الاخرى التي تساعدهم في فرض السيطرة على العالم؛ لأنّ الإعلام له دور كبير حتّى في إشعال فتيل الحروب، بل أنّ له دور في إحراز الهيمنة العسكريّة، لا يقل أهميّة عن الجوانب الاخرى، وكذلك في كسب الأطراف المؤيّدة، وفي بيان أحقيّة الفئة التي تستخدم هذه الوسائل الإعلاميّة في صالحها؛ لأنّ الإعلام يعتمد على الفكر، والفكر هو الذي يؤثّر في صنع الرأي العام، بل وفي اتّخاذ الموقف العسكري المناسب.

وكذلك للإعلام دور في السعي لحاكميّة النظام العالمي الموحّد، وتذويب الأنظمة الصغيرة وجعلها خاضعة إلى النظام العالمي الكبير.

العولمة في العصور السابقة

لم تقتصر العولمة على الأزمنة الحاضرة فقط، بل إنّها قد طبّقت في الأزمنة السابقة، فعلى الصعيد الإسلامي نرى أنّ نهضة سيّد المرسلين صلى الله عليه و آله وتبليغه لرسالة الإسلام نوع من أنواع العولمة أو عالميّة الإسلام.

وقد عاشت البشريّة عدّة نماذج للعولمة منها دولة الاسكندر أو ذي القرنين، كما يعبّر عنه القرآن الكريم، وقد سمّي ذو القرنين لأنّه حكم المشرق والمغرب، وقد اختلف المفسّرون في أن الاسكندر هو ذو القرنين أم غيره، وقد أسّس ذو القرنين عولمة في جميع المجالات، وعلى مساحة واسعة من بقاع الأرض، وكذلك فإنّ النبيّ سليمان عليه السلام قد مارس نظام العولمة في العصور السابقة، حيث ورد في الروايات عن أهل البيت عليهم السلام أنّه لم يملك الدنيا إلّاأربعة [1]، وعدّ منهم النبيّ سليمان الذي ورد

[1] الخصال: 255، باب الأربعة، ملك الأرض كلّها أربعة: مؤمنان وكافران، الحديث 130. بحار الأنوار: 11/ 56، باب معنى النبوّة وعلّة بعثة الأنبياء، الحديث 57.