responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 113

الجريمة لهو أرقى أنواع أدب الرثاء، خصوصاً مع كون الحدث من البشاعة ما لا يمكن وصفه، فإنّ فيه تهييج للمشاعر وتحريك للعواطف، فهو تصوير حيّ للجريمة بأكملها، وبهذا البيان وصف شاعر أهل البيت عليهم السلام فاجعة كربلاء:

أفاطمُ لَو خلتِ الحسينَ مُجدّلًا

وقد ماتَ عَطشاناً بشطِّ فُراتِ [1]

فالتصوير القرآني لأدب الرثاء والندبة الذي ذكر في سورة البروج خير دليل على أنّ الندبة والرثاء هو سنّة قرآنيّة راجحة، أضف إلى ذلك كلّه، فإنّ أساتذة التجويد- الجدد- قد وضعوا اسلوباً خاصّاً لقراءة آيات الأحداث، بحيث تُهيّج عواطف السامعين.

وأصدق مورداً لما ذكرناه، هو قراءة سورة يوسف، فإنّها أكثر السور تأثيراً في المستمع، لأنّها تحمل معالم المأساة الحقيقيّة التي تعرّض لها أحد أنبياء اللَّه- وهو النبيّ يوسف عليه السلام- ومن أقرب الناس إليه- وهم إخوته- فتصوّر لنا تسلسل الأحداث بجميع مقدّماتها، وباسلوب شجيّ، فيُفتَتح ملفّ الجريمة مبتدءً من قوله تعالى:

(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَ إِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) [2]، ثمّ في بيان رائع يتدرّج بذكر خطوات الجريمة متوالياً، فيقول: (إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ* اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) [3].

وما عرضه القرآن إلى الآن إنّما هو مخطّط الجريمة النظري، ولكن يبقى تصويره لخطوات التنفيذ، والذي ينمّ عن إحاطة دقيقة بجميع تفاصيلها، فيقول تعالى واصفاً


[1] بحار الأنوار: 45/ 257، قصّة دعبل ودخوله على مولانا الإمام الرضا عليه السلام.

[2] سورة يوسف: الآية 7.

[3] السورة المتقدّمة: الآيتان 8 و 9.

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست