نام کتاب : هيويات فقهية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 80
الرواية الخامسة
رواية علي بن محمد القاساني قال: كتبت إليه و أنا بالمدينة، أسأله عن اليوم الذي يشكّ فيه من رمضان، هل يصام أم لا؟ فكتب: «صم للرؤية و أفطر للرؤية» [1].
فهذه الرواية في صدد حصر الصوم بالرؤية لا مطلق ترتيب الصوم على كل رؤية، و ليست في صدد التركيز على اطلاق الموضوع و انما في صدد حصر المحمول- وجوب الصوم- بهذا الموضوع و نفيه عن الموضوعات الاخرى.
و لسان بقية الروايات هكذا:
إذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فافطر، صم للرؤية و أفطر للرؤية، لا تصم إلّا للرؤية، يصام للرؤية و يفطر للرؤية [2].
فالخلاصة: أن هذه الروايات في صدد حضر الطريق بالرؤية و نفي بقية الطرق التي يظن ثبوت الهلال بها و يشهد لذلك أسئلة الرواة و الاجابة عليها من قبل الائمة عليهم السلام: «صم للرؤية و افطر للرؤية»، لا لبيان الرؤية كيف هي، فمفادها تقيّد المحمول بالرؤية و حصره بهذا الموضوع.
و القرينة على ذلك: أن في قولهم عليهم السلام «صم للرؤية» اللام للتعليل أي صم بسبب الرؤية، و هو يفيد الحصر إذ مقتضى التعليل تخصص الحكم بالعلة.
و قرينة أخرى: أن «صم للرؤية ...»، ليس في مقام جعل حجية الرؤية، لان الرؤية طريق حسي قطعي و لا معنى لجعل حجية القطع إذ الحجية في القطع ذاتية عقلائية، فالرؤية طريق تكويني محض غير مجعول، فقولهم عليهم السلام: «صم للرؤية ...» ليس في صدد الجعل كي يقال أنه متكفل لافراد الموضوع.
و هذه القرينة يستخلص منها وجه ثاني للخدشة في الاطلاق إذ حيث لا جعل في اطلاقات الرؤية فليس مفادها غير الاناطة بالموضوع التكويني و نفي حجية