نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 52
قاعدة ضابطة المثل والتمثيل
ففي هذه الروايات إشارة إلى أنّ الآية الكريمة وهي قوله تعالى:
(فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)[1]
إلى امتناع وصف مقام الوحدانيّة الإلهيّة.
وأنّ له تعالى المثل الأعلى الذي لا يشبهه ذلك المثل شيء ولا يوصف
ذلك المثل ولا يتوهّم، وبيّن عليه السلام أنّ الذين ليس لهم علم لدنيّ من اللَّه
عزّ وجلّ يصفون الباري بأدنى الأمثال، كما بيّن عليهم السلام أنّ من يضرب
للَّهالمثل الأدنى فقد قال للَّه بالمِثل- بالكسر- وقال له بالتشبيه، بخلاف مَن
يجعل للَّهالمثل الأعلى، فقد نفى المِثليّة عن اللَّه تبارك وتعالى، ولا يتمّ
أعلائيّة المثل للَّهإلّاأن يكون ذلك المَثل لا يوصف ولا يشبّه ولا يحدّ، وبذلك
يتبيّن ضابطة الأسماء الحسنى للباري تعالى، وقد عيّنها عليه السلام، بالتي وصف بها
نفسه بالقرآن الحكيم، وذلك توقيف منه تعالى للأسماء، وأنّ اللازم أن يُدعى بها لا
بغيرها.
فمن وصف الباري تعالى بغيرها وسمّاه بها فقد ألحد في الأسماء جهلًا
بغير علم، فظنّوا أنّه يحسن وهو يسيء الوصف لتسميته الباري، ثمّ بيّن عليه السلام
أنّه لذلك قال تعالى: (وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ
إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ)[2])، فهذه
الآيات تبيبّن ضرورة الوحي في الهداية إلى المعارف الحقّة، وللتوقيف على الأسماء
الحسنى.
الرابع: ومنها ما قرّر من أدلّة كثيرة على
ضرورة الشريعة والوحي والحاجة إليه، وتلك الأدلّة وإن صاغها المتكلّمون على ضرورة
الشريعة، أيفي مجال الفروع، لكن تلك الأدلّة المتعدّدة بعينها قائمة على ضرورة
الدين، أيفي مجال