الإفك كما في «اللسان»: «الكذبة العظيمة» [2])،
وهو قلب الحقيقة، كما في (وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى)[3]، ائتفكت: انقلبت، كما في «مجمع البحرين» [4]،
أفّاك: انتحل صفة الغير لأغراض النصب والخداع.
والإفك هو الكذب الذي قُلب فيه الأمر عن وجهه كما في «التبيان»
[5].
ويتحصّل من هذه التعاريف: أنّ الإفك كذب من نمط ونوع خاصّ يتضمّن
التزوير لأباطيل يتمّ بها قلب الواقع عن وجهه وخلق وجهٍ جديد وتدشين صورة اخرى، فليس
يطمس الحقائق فحسب، بل يخلق بيئة تخيّليّة اخرى تعيش الوسط العامّ في ضمن مسار
آخر، ومن ثمّ فإنّ مادّة الإفك مرتبطة بالإعلام العامّ، وأنّ الإعلام من شأنه خلق
بيئات وهميّة وأجواء تخيّليّة بعيدة عن الواقع.
ومورد نزول هذه الآيات هو الطعن والبهتان الذي الصق بمارية القبطيّة
حيث أنجبت إبراهيم ابن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وبالتالي فالأمر يرتبط
بقطب رحى الدين ومركز الحاكميّة والسلطة، فالتزوير استخدم ومورس بتوسّط الإعلام
العامّ، وهو نوع من الحرب المستهدفة للهدف بآليات تصنع الرأي العامّ وتصوغه لإبادة
شخصيّات محوريّة في أنظمة معيّنة وفي أبنية اجتماعيّة، فمن ثمّ البحث في