نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 301
وبعبارة اخرى: أنّ القرآن الكريم قد نعت نفسه بأنّ له منازل علويّة
غيبيّة فيها تبيان كلّ شيء، نظير قوله تعالى:
(يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)[1]، وهذه العلوم الجمّة المحيطة لا زالت تتنزّل على الذي اصطفاه اللَّه
من عباده ممّن قد ورث الكتاب من النبيّ الأعظم إذ يتنزّل عليه من فيوضات سيّد
الأنبياء.
تكرار أو تكرّر السنن التاريخيّة
رابعاً: إنّ من القواعد التي باتت ثابتة
في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة تكرّر السنن والظواهر في المجتمعات البشريّة،
فالبلدان والأزمنة والبيئات والقوميّات وإن اختلفت، إلّاأنّ الطبيعة البشريّة في
البُعد الفرديّ والاسريّ والروحيّ والبدنيّ والاجتماعيّ تظلّ متّحدة، ومن ثمّ تكون
تداعياتها ورسوم أفعالها ذات صورة متشابهة، فتشاهد أنّ النزعات والمذاهب
والاتّجاهات وإن اختلفت أسماؤها، إلّا أنّها ذات مغزىً واحد كما في قوله تعالى:
(وَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا
آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ
قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[2]).