responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 278

يقوله الظالمون، فهو تعالى لا يُكتنه ولا يُجبه ولا يواجه ولا يحسّ ولا يمسّ ولا يُجسّ، فلا تصدر تلك الأفعال ولا تظهر إلّاعلى يد الوسائط الإلهيّة، فهم مظهر تلك الأفعال الصادرة من الساحة الإلهيّة، وتلك الوسائط آيات ربّانيّة تتجلّى منها تلك الأفعال الإلهيّة.

ومن ثمّ كان عيسى بن مريم وامّه آية، فكيف بمن هو أعظم، ويقع الوهم كثيراً حيث يقتصر في تنزيه الساحة الإلهيّة عن تباشر الأفعال الماديّة المرتبطة بالحسّ دون الأفعال الروحيّة أو العقليّة ذات العلائق والقيود النفسانيّة أو اللوابس العقليّة، مع أنّ تنزيهه تعالى عن التلابس والتعلّق بها هو على حذو تنزيهه عن التباشر بالأفعال المادّيّة، بينما يتوهّم الكثير أنّ الأفعال العقليّة أو الروحيّة أو النفسانيّة لا يوجد غضاضة في نسبتها نسبة مباشريّة إليه تعالى.

بينما الباري هو أكمل ومنزّه من الاحتياج إلى التباشر في إصدار هذه الأفعال وصدورها عنه، وإنّما يفتقر إلى التباشر تلك الوسائط التي يسند إليها الفعل بنسبة عقليّة ما أو نسبة روحيّة أو نسبة نفسانيّة حيث تفتقر إلى ذلك الإعداد في إيجاد الأفعال.

بل هناك من مراتب التنزيه في الأفعال تدقّ لطافة، وإنّما تسند إلى الأسماء بنسب اسمائيّة تترفع الذات الأزليّة عن التقيّد بتلك النسب وشرحها له مقام آخر.

أصحاب الأعراف أئمّة أصحاب الجنّة، والمستكبرون في الأرض أئمّة أصحاب النار

وذلك في قوله تعالى: (وَ نادى‌ أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى‌ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ* أَ هؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ‌

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست