responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 186

والحفل برموز الهداية في التاريخ، وروّاد الصلاح والعدل، فإنّ التركيز على هذه النماذج العالية ذو مغزى تربوي ومعرفي بالغ التأثير في تربية الأجيال البشريّة على هذه القيم النبيلة وتجنيبهم الانزلاق في حضيض الرذائل وإبعادهم عن الهوي في سحيق الباطل، فلا يتوهّم أنّ التبرّي والقطيعة والمجانبة هي ثقافة كراهية وتكريس أحقاد وإحَن. وبعدما تبيّن بطلان المعنى الذي فسّرت به الآية في نفسه لشواهد وقواعد دينيّة وعقليّة عديدة، نفحص حينئذٍ عن المعنى السديد لها.

تفسير ثانٍ للآية: بطلان التقليد وضرورة الفحص والتحقيق‌

وتحقيق معنى الآية أنّه من ملاحظة سياق الآيات يظهر بوضوح أنّها في صدد جواب جدال أهل الكتاب مع النبيّ صلى الله عليه و آله والمسلمين، وإصرارهم على ماهم عليه كما في قوله تعالى في الآية المتقدّمة عليها: (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ لَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ اللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [1] (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ* أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ) [2]).

وفي هذه الآيات إشارة واضحة إلى نزاع أهل الكتاب وإصرارهم على بقاء شريعتهم وعدم نسفها وما هم عليه وحسدهم أن تنزل شريعة على النبيّ صلى الله عليه و آله للمسلمين، وإجابة منه تعالى أنّ النسخ سنّة إلهيّة في الشرائع، لأنّ اللَّه تعالى له ملك السموات والأرض وهو وليّ كلّ شي‌ء، فأيّ مجال لإنكار أهل الكتاب‌


[1] البقرة 2: 105.

[2] البقرة 2: 106 و 107.

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست