responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 140

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‌

المعلَم الثالث: الإيمان بالغيب‌

وهذه توصية ثالثة في النهج المعرفي في القرآن الكريم في قبال نهج الجهل ألا وهو الإيمان.

ففي هذه الآيات بيان لشرط ثالث للاهتداء للحقيقة وحصول المعرفة من الكتاب، وهو الإيمان بالغيب، وهو عنوان لمساحات من الحقيقة والواقعيّة تغيب عن محدودة إدراك الإنسان، وهذه التوصية والقاعدة ضروريّة ولا بدّ منها في كلّ بحث وتنقيب علميّ في أيّ علم من العلوم، فإنّ المسيرة العلميّة في كلّ علم إنّما تتواصل تنقيباً وتحقيقاً واستكشافاً لإيمان الباحثين بأنّ هناك مساحات من الحقيقة لم يدركوها بعد ولم يصلوا إليها.

ولولا أنّهم بانين على وجود مساحات وراء ما وصل إليه الإنجاز العلميّ الذي هم متخصّصون فيه، لما دأبوا على البحث والفحص، بل إنّ في قرارة كلّ النخب العلميّة على مرّ الأجيال أنّ مسيرة العلوم لم تقف يوماً ما عند حدّ تنتهي إليه، وهذا ممّا يبرهن أنّ مساحة الحقيقة الغائية أعظم من مساحة الحقيقة المكتشفة.

كما يتبيّن أنّ من ضرورة البحث العلميّ توطين النفس على وجود حقيقة غائبة ينصبّ الطلب والسعي والبحث نحو اكتشافها، فالإيمان بالغيب شرط أساس في السعي العلميّ والنهج المعرفيّ، بينما جحود الغيب يعني جمود الحركة العلميّة ومراوحتها في مكانها.

وربّما يشير إلى هذا الأصل المنطقيّ المعرفيّ القرآنيّ أيضاً، قوله تعالى:

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست