نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 114
بطاعته و الانقياد له، و أن توحيد الله في الاستعانة إنّما يتم
بالتوجّه بمن أمر الله بالتوجّه به إلى الله تعالى، و أن صراط التوحيد هو
بالاهتداء و الاتّباع للهداة الهادين لهذه الامّة.
الهدآية و الضلال، و الإيمان و ظاهر الإسلام
ثم إن هذه السورة- و هي ام الكتاب- تجذّر ميزانا و مفهوما عقديّا و
اعتقاديّا مهمّا، و هو تمييز أهل الملّة و النحلة الواحدة، إلى أهل هدآية و أهل
ضلال، و أهل الرضا الإلهيّ و أهل الغضب و السخط الإلهيّ، حيث بيّنت أن من انتسب و
انتمى إلى الملّة و النحلة الإسلاميّة بالإقرار بالتوحيد و النبوّة و المعاد،
لسانا، و التزم بالطقوس و الرسوم في دين الإسلام، إنّما يتّصف بكونه من أهل
الهدآية إذا اقتدى و اهتدى و ائتم بالهادين أصحاب الصراط المستقيم، و إلّا فإنّه
سوف يكون من أهل الضلال، أيممّن ضل عن طريق الجنّة و النجاة، و ضل سعيه في
الآخرة، و تفرّقت به السبل عن سبيل الله و عن السبيل الذي جعله الله مسلكا إلى رضوانه،
كما مرّ بإفصاح من القرآن و هي مودّة و و لا ية قربى النبيّ صلى الله عليه و آله.
و السورة تؤكّد على أن المراد من المودّة ليس صرف المحبّة، بل
الاتّباع و الانتهاج و اتّخاذ سننهم و سيرتهم سبيلا متّبعا، و ليس مجرّد المحبّة
لأن الله قد و صف المودّة لهم بالسبيل إليه كما مرّ في الآيتين (آية الشورى 23، و
آية الفرقان 57).
و إثبات نهج الهدآية و نهج الضلال في هذه الامّة تثبته آيات في سور
عديدة، كقوله تعالى: (وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً)[1]، كما أن
التفرقة