نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 361
الفحشاء ظاهرة فردية والمنكر ظاهرة اجتماعية
والفحشاء تكون ظاهرة فردية والمنكر ظاهرة اجتماعية، والظاهرة الفردية
هي التي تؤثّر في الظاهرة الاجتماعية حينما تتكرر من هذا الشخص أو ذاك الشخص،
والظواهر الاجتماعية السلبية إذا فشت في المجتمع تدمّره تدميراً، ويقول الحديث:
«كما تكونوا يولّى عليكم» [1]، فيكون
الحاكم هو مجمع جميع المساوىء والسيّئات في ذلك المجتمع.
البغي نتيجة انتشار المنكر
والبغي الذي تذكره الآية يأتي في مرحلة انتشار المنكر، وانتشار
المنكر هو الذي يهيّىء لظهور البغي، والظاهرة اليزيدية والأموية الظالمة لا يمكن
دراستها مقطوعة عمّا حدث قبلها من أحداث هيّئت لأمثال معاوية ويزيد للظهور
والسيطرة على مقدّرات المسلمين، والآية تطرح نوعاً من المعادلات في العلوم
الاجتماعية والسياسية، حيث تبدأ من الفحشاء، وهي الجانب الفردي من المعصية، ثمّ
المنكر الذي يمثّل الظاهرة الاجتماعية السلبية، ثمّ البغي الذي يمثّل الانحراف في
النظام الحاكم الباغي، وفي الأوامر الواردة في الآية فإنّ العدل هو الذي يهيّىء
للإحسان.
صفات المجتمع السليم: العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
وتستطيع أن تحكم على المجتمع من خلال الحلقات الايجابية الثلاث، وهي:
العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، أو من خلال الحلقات السلبية
الثلاث، وهي:
الفحشاء والمنكر والبغي حتّى تتعرّف على المسار الذي يسير فيه
المجتمع.