نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 343
أن ينكر أحد واقعيتها، والجرائم الأخلاقية لا يمكن لأحد أن ينكر
واقعيتها، وتأثيرها السلبي على المجتمع.
العبودية للَّهتؤسس للعدالة
يجب علينا أن نثبت أنّ مالك الملوك ذا الحق المطلق هو اللَّه عزّ
وجلّ سواء في النظام الإسلامي أو في تعامل أصحاب الأديان الأُخرى مع اللَّه تعالى،
كما في الآية الكريمة: «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا
إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ
لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ
اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ»[1]، والتشريع الدولي والعلاقات الدولية، وكلّ العلاقات الأُخرى لابدّ
أن تبنى على هذا الأصل، أمّا إطلاق الحريات بشكل متحرّر من العبودية للَّهتعالى
فهو يمثّل استعباد البشر لبعضهم البعض، والعودة إلى أزمنة التخلّف البشري والعصور
الوسطى، ولكن بأشكال جديدة، أمّا العبودية للَّهفإنّها تضمن كون البشر سواسية
أمام اللَّه تعالى.
مفهوم الفيء
أمّا الثروات فمصرفها للمحرومين، وتدبيرها هو كما قالت الآية:
«ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ
وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا
يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقابِ»[2]، والفيء في الاصطلاح
الإسلامي هو كلّ الثروات الأرضية، وهذه الآية هي من الآيات المحكمة العظيمة.