responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 210

هل البكاء والحزن ظاهرة سلبية وهدّامة؟

وأمّا الجواب عن الإشكال الذي يقول: إنّ الحزن ظاهرة هدّامة للمجتمع، وتفتقد للحيوية والنشاط والهمم، وتسبّب الكبت والتراجع النفسي والفكري والاجتماعي، وأنّها عُقدة تكفير الذنب.

فالجواب: إذا كان من يطرح هذا الإشكال بعض أبناء المسلمين من المذاهب الأُخرى، فنقول لهم:- كما قلنا في الليلة السابقة- أن ظاهرة الحزن والبكاء ظاهرة قرآنية يحث عليها القرآن- كما بيّنا- في سورة البروج وسورة يوسف وفي قصّة قابيل وهابيل، بل إنّ القرآن الكريم يحثّ على البكاء ويمتدح النفس اللوّامة في بداية سورة القيامة المباركة، ويذمّ الفرح حتى اعتقد البعض أنّ الفرح مذموم بصورة مطلقة، وهذا ليس صحيحاً؛ لأنّ القرآن يرفض الفرح في بعض الحالات، كتلك التي تؤدّي إلى بطر الإنسان ونسيانه للآخرة، فالفرح مذموم، ولكن ليس بصورة مطلقة.

هذا، ووجود المجتمع المتديّن يحدّ من الجريمة نتيجة وجود الحساب الداخلي والرقابة الذاتية وتهذيب شراسة الشهوات والغرائز، وهذا الأمر يعتمد على التوازن بين الخوف والرجاء في النفس الإنسانية.

إذن من الخطأ رفض ظاهرة الحزن بشكل مطلق، بل إنّنا في أمسّ الحاجة لظاهرة الحزن والبكاء بالمقدار المطلوب وبشكل متوازن، ومن المعروف أنّ الطائفة الشيعية، الاثنا عشرية لديها محطّات أفراح تتمثل في إحياء مواليد الأئمة عليهم السلام، ونحن نفرح في هذه المحطّات، ويتم تعليق الزينة ونشر مظاهر السرور في مقابل الأحزان المتمثّلة في البكاء والحزن في الأيام التي توفّي فيها الأئمة عليهم السلام.

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست