كما انقسم خصوم المعتزلة (أعني الجبريّة) إلى: جهمية، نجارية، ضرارية.
وقد كان هذا الاختلاف في إطار خاص، أي في معنى الاِسلام والاِيمان وما يرجع إلى فعل اللّه سبحانه، ثمّ اختلفوا في صفاته سبحانه إلى: أشعرية، ومشبّهة وكراميّة.
ونشبت حروب طاحنة على إثر تلك الاختلافات والنقاشات أسفر عنها سفك دماء الاَبرياء من المسلمين.
غير أنّ اطار الاختلاف لم يقف عند هذا الحدّ، فقد حدث اختلاف في مصير الاِنسان وما يوَول إليه بعد موته من البرزخ ومواقفه، ويوم القيامة وخصوصياته، إلى غيرها من الاختلافات والمنازعات الفكرية، التي فرقت شمل المسلمين، ومزقت وحدتهم وكأنّهم نسوا قول اللّه تعالى: (إِنَّ هذِهِ أُمّتكُمْ أُمّة واحِدَةً وَأَنا رَبّكُمْ فَاعْبُدُون) .[1]
فصارت الاَُمّة الواحدة أُمماً متعددة، وأصبحت اليد الواحدة أيدي متشتتة.
ولو أضفنا إلى ذلك ما نشب بين المسلمين من الاختلاف في المناهج الفقهية التي أرساها الصحابة والتابعون، إلى أن وصلت النوبة إلى الاَئمّة الاَربعة لهال الاِنسان هذا الاختلاف الواسع المروع ، وعند ذلك يسأل المرء نفسه: ترى