والعجب أنّابن جرير أخرج عن ابن جريج، قال: مكث النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم بعد ما نزلت هذه الآية (الْيَوم أَكْمَلْتُ ...) احدى وثمانين ليلة.[1]
وبما أنّالجمهور أطبقوا على أنّ وفاة النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كانت في الثاني عشر من ربيع الاَوّل، فينطبق أو يقارب يوم نزول هذه الآية على الثامن عشر من شهر ذي الحجّة، وهو يوم الغدير الذي قام النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم فيه بنصب علي _ عليه السلام _ للخلافة والولاية.
وقد بلغت هذه الآية من الاَهمية بمكان حتى روى المحدّثون عن طارق بن شهاب، قال: قالت اليهود للمسلمين: إنّكم تقرأون آية في كتابكم لو علينا ـ معشر اليهود ـ نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: وأيّ آية؟ قال: (الْيَوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي).
أخرج ابن جرير، عن عيسى بن حارثة الاَنصاري قال: كنّا جلوساً في الديوان، فقال لنا نصراني: يا أهل الاِسلام: لقد أُنزلت عليكم آية لو أُنزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم، وتلك الساعة عيداً ما بقي اثنان، وهي قوله: (الْيَوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينكُمْ ). وكما روى ابن جرير، عن ابن جريج، عن السدى أنّه لم ينزل بعد هذه الآية حرام وحلال، ورجع رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فمات.[2]
بماذا يتحقّق الكمال؟
لا شكّ أنّ الشريعة الاِسلامية اكتملت بأمرين أحدهما: كتاب اللّه سبحانه، والآخر سنّة نبيّه الكريم.