الثاني: الاِشارة إجمالاً إلى عناوين المسائل التي أسّسها حكماءالاِسلام ليقف عليها القارىَ عن كثب.
وكانت من أُمنيّاته ترتيب المسائل الفلسفية ترتيباً منطقياً بنحو تكون المسألة الاَُولى أساساً للمسألة الثانية وتستنبط الثانية من المتقدمة، كما هو الحال في المسائل الرياضية والهندسية.
وقد نجح إلى حدّ كبير في تحقيق أُمنيّته تلك، عبْر كتابيه «بداية الحكمة» و «نهاية الحكمة» و بذلك مهّد السبيل للمبتدي في الكتاب الاَوّل، والمنتهي في الكتاب الثاني.
موَسس نظريات فلسفية
إنّ شأن أكثر المتضلعين في فن هو الاِحاطة بمسائله ودقائقه دون أن يتعدّى جهودهم عن ذلك الشأن بيد انّ ثمة نوابغ قلائل يتجاوزون عن هذا الحدّ ويبلغ بهم نبوغهم بمكان إلى تأسيس نظريات وقواعد وأُصول في ذلك الفنّ لم تكن تعرف من ذي قبل، وهذه الثلة لا يتجاوز عددها عدد الاَصابع وسيدنا الاَُستاذ من تلك الثلة فهو وراء احاطته بالمسائل الفلسفية المتداولة، قد طرح و كشف نظريات وقواعد فلسفية لم تكن تعرف قبله وإليك الاِشارة إلى بعض هذه الاَُصول:
أ. تفكيك الحقائق عن الاعتباريات
الحقائق عبارة عمّا له عين في الخارج وواقعية، كما انّالاعتباريّات عبارة عن الاَُمور الوضعية القائمة بذهن المعتبر من دون أن تكون لها أية واقعية في