في ليلة السبت المصادفة ليلة الثامنة عشرة من شهر جمادى الاَُخرى من شهور عام (1281هـ)، وشيّع جثمانه الطاهر جميع العلماء، وفي طليعتهم تلاميذه الاَكابر، ودفن في حجرة من حجرات الصحن الحيدري الشريف، وتقع مقبرته على يسار الخارج من الباب الجنوبي للحضرة العلويّة المقدّسة.
هذه هي إلمامة عابرة وعرض خاطف عن حياة الشيخ الاَنصاري الذي كرّس حياته في التدريس والتأليف وإعداد الفضلاء وتربية المجتهدين، وإرساء دعائم النهضة العلميّة الدينيّة الحديثة التي تُعدّ بحقٍّ ثورة علميّة كبرى قلّما اتّفق نظيرها في العصور السابقة.
ولكي يقف القارىَ على عظمة الشيخ في مجال العلم والفضل، وعلوّ كعبه في صعيد الزهد والتُّقى، نأتي ببعض الكلمات الصادرة من أساتذته وتلامذته حتّى يكون كالمستشف للحقيقة عن كثب.
كلمات الاِطراء وجُمَل الثّناء في حقّه
كتب الشيخ النراقي إجازة مفصّلة له، وصفه فيها بقوله: «وممّن جدّ في الطلب وبذل الجهد في هذا المطلب، وفاز بالحظّ الاَوفر الاَسنى،وحظا بالنصيب المتكاثر الاَهنى، مع ذهن ثاقب، وفهم صائب، وتدقيق وتحقيق، ودرك غائر رشيق، والورع والتقوى والتمسّك بتلك العروة الوثقى، العالم النبيل والمهذّب الاَصيل، الفاضل الكامل والعالم العامل، حاوي المكارم والمناقب،والغائر بأسنيالمواهب، الاَلمعيّ الموَيّد، والسالك طرق الكمال للاَبد، ذو الفضل والنُّهى والعلم، الشيخ مرتضى بن الشيخ محمد أمين الاَنصاري التستري أيّده اللّه بتأييده،وجعله من كُمّلِ عبيده، وزاد اللّه في علمه وتقاه وحيّاه بما يرضاه، وقد استجاز بعدما تردّد إليَّ وقرأ عليَّ وتبيّنت فضيلته لديَّ، ولمّا كان أيّده اللّه سبحانه