responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة الاَعيان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 335

عن وصمة محاباة أهل الكتابين الموَدية إلى تحريف ما فيها، واندراس تينك الملتين، فلم يتركوا لقائل قولاً فيه أدنى دخل إلاّبينوه، ولفاعل فيه تحريف إلاّقوّموه، حيث اتضحت الآراء، وانعدمت الاَهواء، ودامت الشريعة البيضاء على ملء الآفاق بأضوائها، وشفاء القلوب بها من أدوائها، مأمونة عن التحريف، مصونة عن التصحيف.[1]

الثروة الفقهية عند الشيعة

تعد الثروة الفقهية الهائلة عند الشيعة من أعظم الثروات العلمية الاِسلامية التي أنتجتها جهود كبار الفقهاء من عصر الاَئمّة إلى يومنا هذا، تلك الجهود التي بذلوها ليل نهار في سبيل تنمية الشريعة، وإغناء الاَُمّة عن كلّ ما سوى الكتاب والسنّة، فازدهر على أثر ذلك فقه الشيعة في مختلف المجالات والمستويات والفروع التي تطورت عبر الزمن تطوراً عظيماً، مع الاَخذ بنظر الاعتبار عنصري الزمان والمكان.

إنّ مدخلية عنصري الزمان والمكان في استنباط الاَحكام الشرعية من الاَُمور الواضحة التي لا يمكن لفقيه واع تجاهله وإنكاره.

فحرمة بيع الدم ـ مثلاً ـ كانت أمراً مسلماً بين الفقهاء سابقاً، لاَنّ الغاية من ورائه هو الاَكل والشرب كما هو المتبادر من قوله تعالى: (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وََالدَّمَ وَ لََحْمَ الخِنْزيرِ وََما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ) .[2]

ولكن لما أثبتت الحضارة الحديثة للدم فوائد أُخرى حيوية غير الاَكل والشرب وتغير الموضوع، تغير بتبعه الحكم، وقس عليه غير الدم ممّا قلبته


[1]شيخ الشريعة الاِصفهاني : ابانة المختار: 5.
[2]البقرة: 173.
نام کتاب : تذكرة الاَعيان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست