لقد كان للسيدين الرضي والمرتضى مقام شامخ في دنيا الكلام والذبّ عن المذهب بما أُوتيا من وقادة الفكر، ورصانة البيان، ناهيك أنّ السيّد المرتضى له تصنيفات كثيرة في حقل الكلام تتجلّى فيها أفكاره وقوّة برهانه، ككتاب «الشافي» الذي نقض به كتاب المغني للقاضي عبد الجبار، و«الذّخيرة » وهي دورة كلامية مسهبة طبعت في جزءين.
إضافة إلى ما أورده من البحوث الكلامية في غرره ودرره المعروف بـ«الاَمالي» وفي «الفصول المختارة» و «تنزيه الاَنبياء» ورسائله وجواباته القيّمة.
وهذه الموَلّفات تدلّ على سموّ مقامه وأنّه أُستاذ لا ينازعه أحد في عصره.
وأمّا شقيقه الرضي فقد غلب أدبه وشعره على علمه، إلاّ أنّ كتابه «حقائق التنزيل في تفسير القرآن الكريم» الذي عبث به الزمان ولم يصل إلينا سوى الجزء الخامس منه، خير شاهد على نبوغه في فهم وتفسير ما يرجع إلى الآيات حول العقائد والمعارف، مضافاً إلى أنّ ما في كتابيه «مجازات القرآن» و«المجازات النبوية» غنىً وكفاية على ذلك أيضاً.