ففي هذا الجو المشحون بالاَهواء النفسية والافتخارات الجاهلية والتعصّبات الباطلة، تألّق نجمٌ محدّثٌ شيعيّ واع جمع سنّة النبيّ وحديث عترته الطاهرة بعد أن غادر مسقط رأسه (كلين) متابعاً رحلته في طلب الحديث حتى جاب البلاد واجتازها، فألّف كتابه الكبير الكافي في الاَُصول والفروع في عشرين عاماً، يضمّ في طيّاته حوالي ستة عشر ألف حديث من أحاديث النبي وأئمّة أهل البيت الذين هم أدرى بالبيت؛ صانوا بذلك السنّة من عبث الوضّاعين والجعّالين، وإليك لمحة عن سيرته:
سيرة الكليني
هو الشيخ محمد بن يعقوب بن إسحاق المكنّى بأبي جعفر، ولد في قرية كُلَين ـ بضمّ الكاف وفتح اللام ـ قرية من قرى الري تقع على بعد 38 كيلومتراً جنوبي غربي بلدة الري الحالية، شرقي مدينة قم بينها وبين الطريق 5 كيلومترات.
وأمّا كلَين ـ بفتح اللام ـ فهي قرية من قرى «ورامين» وربّما يُنسب شيخنا إليها وهواشتباه واضح.
أمّا أُسرته فوالده عالم من علماء الري انتقل إلى موطنه وبقي فيها إلى أن توفّي، وقبره هناك معروف يزار. هذا من جانب الاَب.
وأمّا أُسرته من جانب الاَُمّ فأُمّه من بيت عريق في العلم والحديث، ويبدو أنّالاَُمّ كانت عالمة فاضلة، لاَنّها تربّت في أحضان هذا البيت الذي أنجب العديد من المحدّثين والعلماء.
فوالدها هو الشيخ محمد بن إبراهيم بن أبان، وصفه الشيخ الطوسي بقوله: