لقد قامت الاِمامية بتدوين مناقب أهل البيت من أقدم العصور إلى زماننا هذا، فألّفوا في هذا المضمار كتباً حافلة ورسائل ذات أهميّة بصور متنوّعة.
ومن أحسن ما أُلّف في هذا الباب في أُخريات القرن السادس ، هو كتاب «العمدة» لمحدّث عصره ، وعلاّمة زمانه، الحافظ: يحيى بن الحسن بن البطريق الاَسدي الحلي ( 523 ـ 600هـ) فقام بتدوين الفضائل والمناقب لوصيّ المختار، بصورة بديعة لم يسبقه إليها أحد من أصحابنا الاِمامية حتّى شيخه العلاّمة الحافظ:محمد بن علي بن شهر آشوب السروي ( 488 ـ 588هـ) فقد دوّن جلّ ما رواه أصحاب الصحاح والمسانيد بشكل ممتاز، موضحاً لمشكلاته ، ومبيّناً لمعضلاته، معلّقاً عليها كلّما استدعت الحاجة ، ويقف الباحث على موقع الموَلّف ومكانته العلمية، من خلال الثناء عليه من أعلام الطائفة ، وإليك بعض ما وقفنا عليه: 1. قال العلامة في إجازته لبني زهرة : ومن ذلك جميع مصنّفات الشيخ أبي زكريا: يحيى بن علي البطريق ، ورواياته عنّي عن والدي ـ قدّس اللّه روحه ـ عن