قد ثبت في محلّه انّ الظن الانسدادي ليس حجّة في الفروع العملية، و أمّا الظن الخاص فهو حجّة فيها، و عندئذ يقع الكلام في حجّية الظن في الأُصول الاعتقادية و يقع الكلام تارة في الظن الانسدادي و أُخرى في غيره و إليك دراسة الأمرين:
1. الظن الانسدادي و العقائد
انّ الظن الانسدادي ليس بحجّة في الأُصول الاعتقادية لعدم تمامية مقدمات الانسداد فيها لانّ من مقدماته انسداد الطريق إلى الواقع و هو غير منسد في العقائد، لإمكان عقد القلب على ما هو الواقع، و بذلك تفارق العقيدة عن العمل، لإمكان تحصل الواقع فيها بعقد القلب على ما هو الواقع، و ذلك كتفاصيل الرجعة، و البرزخ و الميزان و الصراط، بخلاف الثاني فانّ البراءة لا تحصل إلّا بالاحتياط في مقام العمل.
نعم [1] لا يكفي الاعتقاد الإجمالي فيما يجب فيه المعرفة التفصيلية، كمعرفة اللّه
[1]. و إلى هذا الاستدراك أشار في الكفاية بقوله: نعم يجب تحصيل العلم في بعض الاعتقادات.