responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 333

فإذا كان هذا هو حال أبناء الرسول، فما هو حال شيعتهم و مقتفي آثارهم؟!

قال العلّامة الشهرستاني: إنّ التقية شعار كلّ ضعيف مسلوب الحرية. إنّ الشيعة قد اشتهرت بالتقية أكثر من غيرها لَانّها منيت باستمرار الضغط عليها أكثر من أية أُمّة أُخرى، فكانت مسلوبة الحرية في عهد الدولة الاموية كلّه، و في عهد العباسيين على طوله، و في أكثر أيام الدولة العثمانية، و لأَجله استشعروا بشعار التقية أكثر من أي قوم، و لما كانت الشيعة، تختلف عن الطوائف المخالفة لها في قسم مهم من الاعتقادات في أُصول الدين و في كثير من الاحكام الفقهيّة، و المخالفة تستجلب بالطبع رقابة و تصدقه التجارب، لذلك أضحت شيعة الائمّة من آل البيت مضطرّة في أكثر الاحيان إلى كتمان ما تختص به من عادة أو عقيدة أو فتوى أو كتاب أو غير ذلك، تبتغي بهذا الكتمان صيانة النفس و النفيس، و المحافظة على الوداد و الاخوة مع سائر اخوانهم المسلمين، لئلّا تنشق عصا الطاعة، و لكي لا يحسّ الكفّار بوجود اختلاف ما في المجتمع الاسلامي فيوسع الخلاف بين الامّة المحمدية.

لهذه الغايات النزيهة كانت الشيعة تستعمل التقية و تحافظ على وفاقها في الظواهر مع الطوائف الاخرى، متبعة في ذلك سيرة الائمّة من آل محمد و أحكامهم الصارمة حول وجوب التقية من قبيل: «التقية ديني و دين آبائي»، إذ أنّ دين اللّه يمشي على سنّة التقية لمسلوبي الحرية، دلّت على ذلك آيات من القرآن العظيم‌[1].


[1] . غافر: الآية 28، النحل: الآية 106.

نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست