نام کتاب : أدوار الفقه الإمامي نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 298
فقد بدأ الشیخ یوسف البحرانی یمیل إلی مدرسة الأُصولیّین شیئاً فشیئاً حتی أنّه أخذ یقول فی المقدمة الثانیة عشرة من مقدّمات الحدائق: و قد کنت فی أوّل الأمر انتصر لمذهب الأخباریین، و قد أکثرت البحث فیه مع بعض المجتهدین من مشایخنا المعاصرین، إلّا أنّ الذی ظهر لی بعد إعطاء التأمل حقّه فی المقام، و إمعان النظر فی کلام علمائنا الأعلام هو إغماض النظر عن هذا الباب و إرخاء الستر دونه و الحجاب، و إن کان قد فتحه أقوام و أوسعوا فیه دائرة النقض و الإبرام. أمّا أوّلًا: فلاستلزامه القدح فی علماء الطرفین. و أمّا ثانیاً: فلأنّ ما ذکروه فی وجوه الفرق بینهما جلّه بل کلّه عند التأمل لا یثمر فرقاً. و أمّا ثالثاً: فلأنّ العصر الأوّل کان مملوءاً من المحدّثین و المجتهدین، مع أنّه لم یرتفع بینهم صیت هذا الخلاف، و لم یطعن أحد منهم علی الآخر بالاتصاف بهذه الأوصاف. و لم یرتفع صیت هذا الخلاف و لا وقوع هذا الاعتساف إلّا من زمن صاحب «الفوائد المدنیة» سامحه اللّه تعالی برحمته المرضیة، فإنّه قد جرّد لسان التشنیع علی الأصحاب، و أسهب فی ذلک أیّ إسهاب، و أکثر من التعصبات التی لا تلیق بمثله من العلماء الأطیاب. و لأجل الوقوف [1] علی العنایة التی أولاها المحقّق البهبهانی علی إزالة الفکرة، فقد کانت المناظرة بینه و بین صاحب الحدائق علی قدم و ساق، یحکی المحدّث القمی عن الحاج کریم أحد سدنة الروضة الحسینیة المقدسة انّه کان یقوم بخدمة [1] الحدائق الناضرة: 1/ 167- 170.
نام کتاب : أدوار الفقه الإمامي نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 298