responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 44

لا ريب انّهذه اللفظة قد استعملت في هذه الموارد، ولكن جميعها ترجع إلى أصل واحد وهو من فوض إليه أمر الشيء المربوب، فلو قيل لصاحب الدار ومالكها ربّ الدار، فلاَنّ أمرها مفوض إليه، ولو أطلق على المصلح و السائس، فلاَنّ بيد هوَلاء أمر التدبير والاِدارة والتصرف، فلو قال يوسف في حقّ عزيز مصر: (إِنَّهُ رَبِّي أَحسَنَ مَثْواي) [1]، فلاَجل انّ يوسف نشأ في إحضانه وقام بشوَونه.

ولو وصف القرآن اليهود والنصارى بأنّهم اتخذوا أحبارهم أرباباً، وقال: (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْأَرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ) [2]، فلاَجل انّهم تسلّموا زمام سلطة التشريع وتصرّفوا في الاَموال والاَعراض كيفما شاءُوا.

إنّه سبحان وصف نفسه، بقوله: (ربُّ السَّماواتِ والاََرْض) [3] وقال أيضاً: (رَبّالشعرى) [4]كلّ ذلك لانّه تعالى مدبرها ومديرها ومصلح شوَونها والقائم عليها.

وهذا البيان يكشف النقاب عن المعنى الحقيقي للرب، وهو المعنى الجامع بين هذه الموارد. أعني: من فوِّض إليه أمر الشيء من حيث الخلق و التدبير والتربية، وبذلك يعلم ما في كلام ابن فارس من تفسيره بالخالق، فانّه خلط بين المعنى ولازمه فالخالق ليس من معاني الرب.

نعم خالق كلّ شيء يعدّ مربياً ومدبراً.

وثمة نكتة جديرة بالاهتمام، وهي: أنّ الوهابيين قسَّموا التوحيد إلى


[1] يوسف:23.
[2] التوبة:31.
[3] الرعد:16.
[4] النجم:49.
نام کتاب : الأقسام في القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست