فالمفهوم من هذه الآيات انّه سبحانه حلف بهذه الاَقسام بغية الاِيعاد بأنّه
يعذب الكافرين والطاغين والعصاة كما عذب قوم عاد وثمود، فالاِنسان العاقل
يعتبر بما جرى على الاَُمم الغابرة من إهلاك وتدمير.
أمّا وجه الصلة بين المقسم به والمقسم عليه فهو: انّ من كان ذا لبٍّ، علم أنّ
ما أقسم اللّه به من هذه الاَشياء فيه دلائل على قدرته وحكمته، فهو قادر على أن
يكون بالمرصاد لاَعمال عباده فلا يعزب عنه أحد ولا يفوته شيء من أعمالهم
لاَنّه يسمع ويرى جميع أقوالهم وأفعالهم خصوصاً بالنظر إلى ما أدَّب به قوم عاد
وثمود مع ما كان لهم من القوة والمنعة.