لقد وقفت بفضل الآیات الکریمة الناصعة، و السّنة النبویة المطهّرة، و کلمات العلماء الأبرار علی أنّ الموت لیس بمعنی فناء الإنسان و بطلانه، أو القضاء علی حقیقته و شخصیته، بل هو قنطرة تعبر بالإنسان من دار إلی أُخری إمّا محفوفة بالنعمة و الراحة، أو ملفوفة بالنقمة و التعذیب. کما وقفت علی أنّ الصلة بین الدارین غیر منقطعة، و أنّ هناک مبادلة کلام بکلام حتی إنّ البرزخیین یسمعون خفق نعال المشیِّعین. کما اتّضح أنّ المؤمنین ینتفعون بخیر الأعمال التی یقوم بها أقرباؤهم و أصدقاؤهم. کلّ ذلک بفضل منه سبحانه علی عباده حتی ینتفعوا بما یُقدّم لهم إخوانُهم- بعد انتقالهم من الدنیا- من أدعیةصالحة، و أعمال طیبة تهدی ثوابها إلی آبائهم و إخوانهم و أساتذتهم الذین وجبت حقوقهم علیهم. غیر أنّ تبعیة الأهواء ربما تصدّ الإنسان عن البخوع للحق، و الخضوع أمام الحقیقة فیقدِّم رأیه الساقط علی البراهین الواضحة، فتارة یُنکر الحیاة البرزخیة،