الأُمم الحیّة المهتمَّة بتاریخها تسعی إلیصیانة کلّ أثر تاریخیّ لهصلة بماضیها؛ لیکون آیةً علی أصالتها و عَراقتها فی العلوم و الفنون، و أنّها لیست نبتة بلا جذور أو فرعاً بلا أُصول. و الأُمّة الیقظة تحتفظ بآثارها و تراثها الثقافیّ و الصناعیّ و المعماریّ، و ما له علاقة بماضیها ممّا ورثته عن أسلافها،صیانةً لکیانها و بَرهنةً علی عزّها الغابر. و قد دعت تلک الغایةُ السامیة الشعوبَ الحیّة لإیجاد دائرة خاصّة فی کلّ قطر لحفظ التراث و الآثار: من ورقة مخطوطة، أو أثر منقوش علی الحجر، أو إناء، أو منار، أو أبنیة، أو قِلاع و حصونٍ، أو مقابر و مشاهد لإبطالهم و شخصیّاتهم الّذین کان لهم دور فی بناء الأُمّة و إدارة البلد و تربیة الجیل، إلی حدّ یُنفقون فی سبیلها أموالًا طائلة، و یستخدمون عمّالًا و خُبراء یبذلون سعیهم فی حفظها و ترمیمها وصیانتها عن الحوادث. إنّ التراث بإطلاقه آیة رُقیّ الأُمّة و مقیاس شعورها و دلیل تقدّمها فی معترک الحیاة. و لذلک نری أنّ الشخصیة البارزة إذا زارت بلداً و حلّت فیه ضیفاً، یجعل فی