المبحث الرابع شدّ الرحال إلی زیارة النبیّ الأکرمصلی الله علیه و آله
إذا کانت زیارة النبیّ الأکرم أمراً مطلوباً و عملًا مستحبّاً کما دلّت علیه الروایات المتضافرة و السیرة القطعیة، یکون شدّ الرحال الّذی هو بمنزلة المقدمة أمراً مستحبّاً، بناءً علی الملازمة بین استحباب الشیء و استحباب مقدّمته، کما علیه أکثر الأُصولیین، و هذا له نظائر فی الشریعة الإسلامیة تحکی أنّ وسیلة القربة، قربة قال سبحانه: «وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِکْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ» [1] فهذا الإنسان مأجور بخروجه هذا و إن کان مقدمة لأمر مطلوب آخر.یقول سبحانه فی حقّ المجاهدین: «ذلِکَ بِأَنَّهُمْ لا یُصِیبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لا یَطَؤُنَ مَوْطِئاً یَغِیظُ الْکُفَّارَ وَ لا یَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلًا إِلَّا کُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌصالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ* وَ لا یُنْفِقُونَ نَفَقَةًصَغِیرَةً وَ لا کَبِیرَةً وَ لا یَقْطَعُونَ وادِیاً إِلَّا کُتِبَ لَهُمْ لِیَجْزِیَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ» [2].